الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة…
تانيد ميديا : الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة ,, أقبح شيىء فى هذا الوجود هو أن تكون موظفا .. مقبوض عليك من الثامنة صباحا الى الخامسة عصرا . بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها . حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة .. لن تستطيع التغيب إلا بإذن ولن تأخد عطلة راحة إلا بإذن وإذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلي بشهادة طبية . وأحيانا لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك فيرسلونك إلى الفحص للتأكد. لن تتمتع بأذكار الصباح .. لن تتمتع بشبابك ورجولتك .. سـتتوه وسط حروب تفرضها طبيعة شغلك .. ستقضى حياتك ركضًا لتكون حاضرا فى الوقت الذي حددوه لك ..
ستعيش بأعصاب متوترة . تستهلك أقراصا مقوية وأخرى ضد التوترات العصبية .. ستظل تتمنى وتنتظر الزيادة في الأجور وترقيات السلم الوظيفي ، وتتابع الحوارات الإجتماعية والنقابات أملاً فى الحصول على مستحقاتك المنهوبة . لن يسمح لك بالمغادرة إلا بعد ان تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن المعاش .. سيحتفل بك ….وبنهايتك…. وقرب موتك زملاؤك فى العمل .. يقولون كلمة وداع فى حقك .. سيبكي البعض ليس عليك بل على حالهم الذى يشبه حالك .. سيمنحك رئيسك المباشر شهادة وهدية بلا قيمة .. هي عزاء أمام حياتك التى سرقت منك .. ستعود الى البيت صامتا . وفى صباح أول يوم من تقاعدك سـ تنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت .. وإن شريكة حياتك هرمت وغشى الشيب رأسها .. تتمعن فيها .. تتساءل متى وقع كل هذا حينها سينادى المنادى فيك .. أن الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة .. فلا تنخدع فى المُسكِن المسمى بالمرتب الثابت.
من ص / ذ /سيد أحمد عبد ربه